الكتاب الرويبضة
الشيخ : عبداللطيف بن هاجس الغامدي

وهو الكاتب الذي يخوض في دين الله بغير علم، وقد نصَّب نفسه مفتيًا للناس، فيتجرأ على القول برأيه في مسائل لو وقعت في زمن عمر رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر !.

تقرأ له وهو يهذي بما لا يدري، ويهرف بما لا يعرف، ويتكلَّم فيما لا يفهم، فتعلم أن الأمر أسند إلى غير أهله، وأنَّ زمن الرويبضة يطل برأسه في صفاقة ووقاحة !

حيل بينه وبين ؛ لا أدري ، فأصيبت مقاتله !

إذا قُلتَ فاعلم ما تقولُ ولا تكُن كحاطبِ ليلٍ يجمعُ الدقَّ والجزلاً
ويخوض في مسائل شرعية حارت فيها أفكار العلماء الجهابذة الراسخين ، ويناقش في أمور عظام حارت فيها أفهام الفقهاء المحدثين ، ويرجح في مسائل اختلف فيها أكابر المجتهدين ، وتباينت فيها أقوال المفتين، ويتجرأ في النوازل بأقوال توقف عن القول بها أئمة المسلمين ، فيفتي فيها بالجواز على المزاج ، أو يحرِّم ما ليس له به علم، ويتكلم في قضايا هو فيها أجهل من حمار أهله !

وإذا ما سألته عن علوم الدراية والرواية والخاص والعام والمطلق والمقيد والناسخ والمنسوخ والصحيح والضعيف والظني والقطعي وغيرها مما لا يستغني عنه فقيه ؛ حار في الجواب ، وضل عن الصواب، وقال في بلادة ظاهرة وسخافة خاسرة : لا أعلم !

وكأنما أصبح دين الله حمًى مباحًا، ترعى فيه كلُّ سائمة هائمة، وما علم أنه من الموقِّعين عن ربِّ العالمين .

فيا لجرأته على خسارته !

وربما ينتقد العلماء العاملين والدعاة المخلصين ، ويتعرَّض لهم بالسلب والثلب ، ويعترض على فتاواهم ، ويستدرك عليهم ، ويخالف رأيهم ، ويرد قولهم ، بغير علم أو فهم ، متغافلاً عن فضل العلماء الأمناء الذين أفنوا سحابة أعمارهم في طلب العلم وبذله، وهو ما زال يرفس ـ كحمار السوء ـ في قيد جهله ، وينطح ـ كعنز الجبل ـ وهو ما يزال مقيَّد بعقال ضلاله .

يا ناطح الجبل الأشم بقرنه أشفق على الرأس لا تُشفق على الجبل !

فعلمه إن كان لديه منه شيء نقطة من بحر علومهم ، وحرفٌ في قواميس فنونهم ، فكيف للقزم أن يطاول النجم ؟ وكيف للعظم أن يقاوم العظام ؟
ومن يُثني الأصاغرَ عن مرادٍ وقد جلسَ الأكابرُ في الزوايا
وإنَّ تَرَفُّعَ الوُضعاءِ يومًا على الرُّفعاءِ من إحدى البلايا
إذا استوتِ الأسافلُ والأعالي فقد طابت مُنادَمَةُ المنايا

[ ملحوظة: يراجع كتابي؛ أقلام تقطر سمًّا ]